معجم غريب رسائل النور

 

معجم غريب رسائل النور

يقف القارئ في رسائل النور على كلمات عربية، لكن معناها غريبٌ عن السياق الذي وردت فيه، وسبب ذلك أن اللغة التركية زاخرة بكثير من المفردات العربية التي تُستعمَل بمعنى مختلف قليلًا عن أصلها العربي، ولهذا ارتأينا جمع هذه المفردات في مَسردٍ متسلسل ألفبائيًّا، مع بيانها والإتيان بأمثلةٍ إن لزم الأمر، تسهيلًا على القارئ وتقريبًا لرسائل النور إلى قراء العربية.

أَثَر

الآثار إن أضافها الأستاذ إلى نفسه فالمراد بها مؤلَّفاته. 
يقول مثلًا: «إني أرى القرآن منبعَ كل الفيوض، وما في آثاري من محاسن الحقائق ما هو إلا من فيض القرآن، فلهذا لا يرضى قلبي أن يخلو أثرٌ من آثاري من ذِكرِ نُبَذٍ من مزايا إعجاز القرآن»؛ [المثنوي العربي النوري، خاتمة رسالة قطرة، ص 163].

إسلامية

الإسلامية: يراد بها دين الإسلام نفسُه، وهي من قبيل حذف الموصوف وإبقاء الصفة، أي المِلة الإسلامية أو الديانة الإسلامية.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «اعلم أن الإسلامية رحمةٌ عامة»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة قطرة، ص 174].

بَحْث

بَحَث عن: أي تَحَدَّثَ عنه، وتكلَّم فيه، وعَرَضَ له بالذِّكر، وتناوله بالبيان.
تَرِد هذه المفردة كثيرًا في الرسائل العربية وفي الترجمات، ومنها قول الأستاذ مثلًا: «اعلم أن القرآن يَبحث عن مسائل عظيمة»، أي يَذكرُها.

وقوله أيضًا: «فإنْ قلتَ:  لأيِّ شيءٍ لا يَبحث القرآنُ عن الكائنات كما يَبحث عنها فنُّ الحكمة والفلسفة؟» أي يتحدث عنها. [المثنوي العربي النوري، رسالة رشحات، ص 86].

جدال

الجِدال: الصراع.
ومن هذا قولُ الأستاذ رحمه الله: «اعلم أن مما يَدُلُّ على أن دستور الحياة هو التعاون دون الجدال، كما تَوَهَّمَتْه الفلاسفةُ الضالة المُضِلة: عدم مقاومة التراب الصَّلْب ولا الحجر الصَّلْد لسَيَرانِ لطائفِ رقائقِ عروقِ النباتات اللينة اللطيفة، بل يَشُقُّ الحجرُ قلبَه القاسي بتماسِّ حريرِ أصابعِ بنات النبات، ويفتح الترابُ صدرَه المُصْمَتَ لسَرَيانِ رائدِ النباتات»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة شَمّة، ص 344].

حُجَيرة

الحُجَيرة: الخلية، وحُجَيرات البدَن: خلاياه، كما هو مُصطلَحٌ عليه اليوم في علم الأحياء.
ومن هذا قولُ الأستاذ رحمه الله: «اِعلم أن مِن أصدقِ شواهدِ الأحَديّة: الوحدةُ في كل شيء، من ذراتِ حُجَيرةٍ مِن عينِك إلى وحدةِ العالم».
وقولُه: «اعلم أن مَن يتصرف في حُجَيرةٍ مِن عضوٍ مِن جَسَد، لا بد أن يَتصور الجسدَ أولًا، ثم يتصرَّفَ لِنَظَرِ نِسَبِ الجزء إلى نقوش الكلّ ووضعيتِه، فالتصرفُ في الحُجَيرة: تحت أمرِ خالقِ الكلِّ البتة»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة شَمَّة، ص 317].

حَشْمة

الحَشْمة: الفخامة والمهابة والعظَمة والأبَّهة؛ والمحتشَم: الفخم المَهيب الجليل.
يقول الأستاذ رحمه الله: «فهذه النَّيِّرات، وهذه السيارات: براهينُ منيرة.. شواهد مضيئة.. معلِنةٌ لعزةِ كبرياءِ الألوهية، مُظهِرةٌ لشوكةِ سلطنةِ الربوبية، مُبيِّنة لحَشْمةِ عَظَمةِ قدرته، مشيرةٌ لوُسْعةِ إحاطة حكمته»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة نور، ص 461].
ويقول أيضًا: «فإنه يُشاهَد في جَرَيان هذا العالَم آثارُ سلطنةٍ محتشَمةٍ في تسخير الشموس والأقمار والأشجار والأنهار، فيُعلَم أن لِمتصرِّفِ هذه الموجودات سلطنةً محتشَمةً في ربوبيةٍ معَظَّمة»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة لا سيما، ص 108].

دستور

الدستور: كلمة فارسية يُراد بها القاعدة والمبدأ والمنهج والأصل.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «وهو ﷺ خطيبُ جميع البشر يُبين لهم دساتيرَ سعاداتهم»، [المثنوي العربي النوري، رسالة رشحات، ص 71].

دُفعة

دُفعةً: تَرِد ظرفًا بمعنى: «معًا في لحظةٍ واحدة».

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «أيها الشاكُّ الغافل.. لا تَحسَبْ أن ما تَذوقه بيدَي الغفلة والشك لذةٌ لذيذة، بل فيه ادخارُ آلامٍ أليمة، ستَهجم عليك دُفعةً وتنقلب آلامًا جهنمية»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة حبّة، ص 258].

دِقَّة

الدِّقّة: يراد به أحيانًا: التدقيق والتأمَّل.

ومنه قول الأستاذ: «فلأنَّ الإيمان يؤسس الأُخوَّة بين كل شيء، لا يشتد الحرصُ والعداوةُ والحقدُ والوحشةُ في روح المؤمن؛ إذ بالدقة يرى أعدى عدوه نوعَ أخٍ له»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة قطرة، ص 165].

دهشة

المُدهِش والدَّهَّاش: الذي يثير الرهبة والرَّوع والهَول والفزع.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «إن الموت والزوال والفناء والفراق من الدنيا ليست أبوابًا للعدم والسقوط في ظلمات الفناء والانعدام، بل هي أبوابٌ للقدوم والذهاب إلى حضورِ سلطانِ الأزل والأبد، فهذه الإشارة تُنجي القلب من دهشةِ ألمِ تَصَوُّرِ تَمزُّقِهِ مع جميع محبوباته بين أيدي عَدَماتٍ هائلةٍ غيرِ متناهية، والتفرقِ بين أنيابِ فِراقاتٍ مدهشة، فانظر إلى دهشةِ جهنّمَ المعنويةِ المندمجةِ في الكفر»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة شمّة، ص 367].

سِرّ

السِّر: يُراد به في الغالب: الحكمة المستترة والمعنى الخفي الذي لا يُدرَك من أول وهلة.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «اعلم أن (لا إله إلا الله) بكل براهينه المذكورة، يَستلزم (محمد رسول الله)؛ فـ(محمدٌ رسول الله) كما يتضمن من الإيمان خمسةَ أركانه، كذلك هو مَظهَرٌ ومرآةٌ لصفة الربوبية، فبهذا السر صار قرينًا موازيًا لـ(لا إله إلا الله) في ميزان الإيمان، فتأمل»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة قطرة، ص 134].

شوكة

الشوكة: مجاز عن القوة.

ومنه قول الأستاذ: «اعلم أن من أهم مرضِ ضلالة النفس: طلبَ شَوكة الكل من الجزء»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة قطرة، ص 172].

مَرَق

المَرَق: كلمة تركية تَرِد في بعض الرسائل العربية، ومعناها: حُب الفضول والاشتغال به، أو شدة الاهتمام بالشيء والتعلق به.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «اعلم يا قلبي أن كل ما يجري في هذه الدنيا له وجهان: وجهٌ إلى الدنيا والنفس والهوى؛ ووجهٌ إلى الآخرة. فأما الوجه الدنيوي: فأعظم الأمور وأثقلها وأثبتها هو في نفس الأمر بدرجةٍ من الصغر والخفة والزوال، بحيث لا يساوي ولا يوازي ولا يليق لأن يشوش له القلب بالمَرَق والتضجر والتألم، وشدة التأمل»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة حَباب، ص 98].

معصوم

المعصوم: البريء.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «اعلم أن المصائب التي تصيب المعصوم من الحيوان والإنسان، يجوز أن يكون لها أسبابٌ تَدِقُّ عن فهم البشر»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة قطرة، ص 169].

مُكمَّل

المُكمَّل: الممتاز، الفاخر، البالغ غاية الكمال والجَودة.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «هذا العالَم كالقصر المحتشَم.. كالفابريقة المنتظمة [أي: كالمعمل المنتظم].. كالبلد المكمَّل»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة رشحات، ص 62].

نَفَر

النفر: الجندي الواحد.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «اعلم أن من أهم مرضِ ضلالة النفس: طلبَ شَوكة الكل من الجزء، وحَشمة السلطان من نفر»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة قطرة، ص 172].

هَوَس

الهَوَس: هوى النفس المستولي على صاحبه استيلاءً شديدًا، وجَمْعُه: الهَوَسات، وفِعلُه: التهوُّس.

ومنه قول الأستاذ رحمه الله: «أيها السعيد المسكين.. أتحسب أن وظيفة حياتك حُسْنُ محافظة النفس بالتربية المدنية وخدمة البطن والهوسات والفرج؟!»؛ [المثنوي العربي النوري، رسالة شَمّة، ص 375].


**   **   **




المقالة التالية المقالة السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url